أصل الجزائريّين عبر العصور
ما قبل التاريخ:
- أقدم آثار البشر في الجزائر وُجدت في موقع تِغنيف غرب البلاد وتعود إلى نحو 500 ألف سنة، بينما تُبيّن رسومات طاسيلي ن آجر الصخرية نشاط الإنسان بين 7000–5000 ق م — أي قبل 12 ألف سنة تقريبًا.
تَشكُّل الهويّة الأمازيغية (البربر):
- بحلول نحو 10 آلاف ق م اتخذت ثقافة الإيبيروموريسيين ثم ثقافة الكابسِيين شكلها في المغرب الكبير، ومعها بدأت ملامح الأمازيغ. تُظهر كهوف طاسيلي وتدرارت أكاكوس رسومات لحياة رُعاة ومزارعين تُعتبر أقدم دليل مادي على هذه الجماعات.
- تؤكد دراسات الحمض النووي القديمة والحديثة أنّ معظم الجزائريّين اليوم يرثون «مكوّنًا مغاربيًا» متصلاً بسكان ما قبل التاريخ (سلالات U6 و E-M81 مثلًا)، مع مساهمات لاحقة من أوروبا والشرق الأدنى وأفريقيا جنوب الصحراء.
العصور الكلاسيكية:
- ابتداءً من الألف الأوّل ق م وصل الفينيقيون وأسسوا مرافئ قرطاجية، ثم قامت الممالك النوميدية (ماسينيسا ويوغرطة). لاحقًا تعاقب الحكم الروماني، الوندالي، ثم البيزنطي، مع بقاء الأمازيغ في جبال القبائل والأوراس وغيرها محافظين على لغتهم وثقافتهم.
الفتح العربي والهجرات البدوية:
- دخل العرب في القرن السابع الميلادي، لكن التحوّل الأكبر للّغة والثقافة حدث بعد موجات قبائل بني هلال وبني سليم في القرن 11، إذ نشروا البداوة والعربيّة في السهول وأعادوا تشكيل التركيبة السكانية واللسانية.
الأندلسيّون والعثمانيّون:
- بعد سقوط غرناطة (1492) استقر لاجئون أندلسيّون مسلمون ويهود في مدنٍ جزائرية، مضيفين طبقة ثقافية جديدة. وفي القرن 16 أصبحت الجزائر ولاية عثمانية؛ استقر جنود وإداريون أتراك، وتشكلت فئة «الكراغلة» (كولوغلي) من زيجات مختلطة، خصوصًا في المدن الساحلية.
الخلاصة:
السكان الجزائريون اليوم ثمرة تراكم طبقات تاريخية متتابعة:
- جذور أمازيغية تعود لعصور ما قبل التاريخ.
- إضافات متوسطية (فينيقيون، روم، وندال).
- أسلمة وعربنة تدريجية بدءًا من القرن 7 وتكثّفت مع بني هلال.
- رافد أندلسي-مغاربي ثم تركي-عثماني، وأخيرًا تأثيرات أوروبية في الفترة الاستعمارية.
هذه الفسيفساء تجعل هوية الجزائريين مزيجًا غنيًا، لكن القاعدة الأعمق والأقدم تظل الأمازيغ بسلالاتهم ولغاتهم التي ما زالت حيّة حتى اليوم في القبائل، الشاوية، المزاب، والطوارق.